اكتب في عشرة أسطر عن أهمية الأمانة بمجالاتها المختلفة وأثرها في حياة الناس
نحن فخورين بتواجدكم زوارنا المميزون في موقعنا المتثقف حيث نسعى لتوفير لكم أحدث الأسئلة واجاباتها ومعنا سؤال جديد يقول اكتب في عشرة أسطر عن أهمية الأمانة بمجالاتها المختلفة وأثرها في حياة الناس.
الأمانة في نظر الإسلام واسعه الدلالة ، وهي ترمز إلى معان شتی مناطها -جميع شعور المرء بمسؤوليته في كل عمل يوكل إليه ، وإدراكه الجازم بأنه مسؤول عنه أمام ربه على النحو الذي فضله الحديث الكريم : كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيتة ، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها ، والخادم في مال سیده راع وهو مسؤول عن رعيته ) رواه البخاري وبعض الناس يفرون الأمانة تفسير ضيقا؛ فيقصرونها على حفظ الودائع، مع أن حقيقتها في دين الله أعظم وأثقل ، فهي الفريضة التي يتواصى المسلمون برعايتها ، ويستعينون بالله على حفظها. حتى إنه عندما يكون أحدهم على أهبة سفر ، يقول له من يودعه :
أستودع الله دينك وأمانك وخواتيم عملك ، وعن أنس - رضي الله عنه - قال : ( ماخطبنا رسول الله - إلا قال : لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له » رواه أحمد ومن معاني الأمانة اختيار الشخص المناسب للعمل المناسب له، وأن يحرصالمرء المختار على أداء واجبه کاملا في العمل الذي يناط به ، وأن يستنفذ جهده وطاقته في إبلاغه تمام الإحسان الأمانة أيضا - أن ينظر الإنسان إلى حواسه التي أنعم الله بها عليه وإلى المواهب التي خصه الله بها ، وإلى ماحباه من أموال وأولاد ، فيدرك أنها ودائع الله الغالي عنده ، وأن يستخدمها في مرضاته.
ومن الأمانة أن تحفظ حقوق المجالس التي تشارك فيها ، فلا تدع لسانك يفشي أسرارها ، ويسر أخبارها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا حدث رجل رجلا بحديث ثم التفت فهو أمانة» رواه أبو داود والودائع التي تدفع إلينا لنحفظهاحينا ، ثم نردها إلى ذويها حين يطلبونها هي من الأمانات التي يسألنا الله عنها ! وقد استخلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند هجرته ابن عمه علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في مكة؛ ليسلم المشركين الودائع التي استحفظها ، مع أن هؤلاء المشركين كانوا من اضطوه إلى ترك مكة في سبيل عقيدته.
إن الشخص الأمين محبوب عند الله والناس ، والخائن للأمانات ، المفرط فيها بغيض عند ربه ، ومزدری بين أصحابه ، وأهله ، والناس من حوله.
فالأمانة مسؤولية كبيرة تتطلب إيمانا عميقا ، وهمة عالية ، وحرصا كبيرة، ولذلك لا يستطيع حملها ضعاف النفوس ، وقد ضرب الله المثل لضخامتها في كتابه العزيز ، فلا ينبغي للإنسان أن يستهين بها أو يفرط في حقها.