0 تصويتات
في تصنيف عام بواسطة (961ألف نقاط)
تعرف على اهمية الوقت وكيفية استخدامه في النشاط اليومي

كل مفقود عسى أن تسترجعه ، إلا الوقت فهو إن ضاع لم يتعلق بعودته أمل ، ولذلك كان الوقت أنفس مايملكه إنسان ، وكان على العاقل أن يستقبل أيامه استقبال الضنين للثروة الرائعة، لا يفرط فيها ، ويجتهد أن يضع كل شيء مهما ضؤل بموضعه اللائق به ولأهمية الوقت وخطورته اعتنق الإسلام به أشد العناية وأتمها ، ومن ذلك قوله تعالى في معرض امتنانه ، وبيان عظيم فضله على الإنسان : « وسخر لكم الشمس والقمر داببين وسخر لكم اليل والنهار واتئگم من كل ماسألتموه وإن تعدوا نعمت الله لاتحصوها إن الإنسان لظلوم كفار )سورة إبراهيم ، الآيتان : 33، 34 كما أقسم سبحانه وتعالى بالوقت في مطلع سور عديدة منها : الليل ، والفجر، والضحی ، والعصر . ومن المعروف لدى المفسرين أن الله إذا أقسم بشيء من خلقه ، فذلك ليلفت أنظار العباد إليه ، وينبههم على جليل منفعته وآثاره، وقد جاءت السنه النبويه تؤكد قيمة الوقت ، وتقرر مسؤولية الإنسان عنه أمام الله يوم القيامة ، حتى أن الأسئلة الأربعة الأساسية التي توجه إلى المكلف يوم الحساب ، يخص الوقت منها سؤالان رئيسيان فعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أن النبي ال ، قال : ولا تزول قدما عبد يوم القيامة ، حتى يسأل عن أربع خصال : عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به.

وهكذا يسأل الإنسان عن عمره عامة ، وعن شبابه خاصة ، والشباب جزء من العمر ، ولكن له قيمة متميزة باعتباره من الحيوية الدافقة والعزيمة الماضية . ومن حرص الإسلام على الوقت - أيضا حثه على التبكير ، ورغبته في أن يبدأ المسلم أعمال يومه نشيطا طيب النفس مكتمل العزم ، وقد ورد في الحديث اللهم بارك لأمتي في بكورها ). (رواه أبو داود ) وللوقت خصائص ينفرد بها ، ومن ذلك سرعة انقضائه فهو يمر مر السحاب ويجري جري الريح ، سواء أكان زمان مرة وفرح ، أم كان زمان اكتئاب وترح ، وإن كانت أيام السرور تم أسرع ، وأيام الهموم تسير ببطء وتثاقل، لا في الحقيقة ولكن في شعور صاحبها أما الخاصية الثانية للوقت فهي : أن ما مضى منه لايعود ولايعوض ، فكل يوم يمضي ، وكل ساعة تنقضي ، وكل لحظة تمر ، ليس في الإمكان استعادتها ، ولا يمكن تعويضها ، وهذا ما عبر عنه الحسن البصري بقوله البليغ : « ما من يوم ينشق فجره ، إلا ونادى مناد من قبل الحق : يا ابن آدم ، أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد ، فتزود مني بعمل صالح ، فإني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة ، والخاصية الثالثة للوقت : أه أنفس مايملك الإنسان ، وترجع نفاسته إلى أنه وعاء لكل عمل وكل إنتاج فهو في الواقع رأس المال الحقيقي للإنسان ، وهو ليس من ذهب فقط - كما يقول المثل الشائع – بل هو أغلى من ذلك ، إنه الحياة نفسها ، وما حياة الإنسان إلا الوقت الذي يقضيه من ساعة الميلاد إلى ساعة الوفاة .وإذا كان للوقت هذه الأهمية حتى ليعد الحياة حقا ، فإن على الإنسان واجبات نحو وقته ، ينبغي أن يعيها ، ويضعها نصب عينيه ، وأن ينقلها من دائرة المعرفة والإدراك إلى دائرة الإيمان والإرادة ، فدائرة العمل والتنفيذ وأول واجب على الفرد المسلم نحو وقته، أن يحافظ عليه، كما يحافظ على ماله، بل أكثر منه ، وأن يحرص على الاستفادة من وقته كله ، فيما ينفعه في دينه ودنياه ، وما يعود على أمته بالخير والسعادة ، والنماء الروحي والمادي وقد كان السلف الصالح - رضي الله عنهم - أحرص مایکونون على أوقاتهم ، لأنهم كانوا أعرف الناس بقيمتها يقول الحسن البصري : « أدركت أقواما كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصا على دراهمكم ودنانير كم . ومن هنا كان حرصهم البالغ على عمارة أوقاتهم بالعمل الدائب ، والحذر أن يضيع شيء منها في غير جدوى ، يقول عمر بن عبدالعزيز :« إن الليل والنهار يعملان فيك ، فاعمل فيهما وكانوا يقولون : من علامة المقت إضاعة الوقت ، ويقولون : الوقت سيف إن لم تقطعه قطعك ، وكانوا يحاولون دائمة الترقي من حال إلى حال أحسن منها ، بحيث يكون يوم أحدهم أفضل من أمسه وعده أفضل من يومه والذي ينبغي ألا يغيب عن أذهاننا – بعد كل ماسبق - أن أوقائنا هي - حياتنا ، وأن حياتنا ليست سدی ، وأن الله أجل من أن يجعلها كذلك، وإذا ما انتفعنا بأوقاتنا على خير وجه ، فإننا بذلك سجل لأنفسنا خلودا لا يناوشه الزمن بهره ولا بلی ... عند الرفيق الأعلى.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (961ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
ولذلك كان الوقت أنفس مايملكه إنسان ، وكان على العاقل أن يستقبل أيامه استقبال الضنين للثروة الرائعة، لا يفرط فيها.

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
...